من طرف abourofaida الخميس سبتمبر 11, 2008 4:03 pm
<tr><td>البشر من عادتهم التكافل والتعاون من أجل بلوغ ما يريدون تحقيقه، ذلك أن أحدهم عاجز بمعزل عن الآخرين عن الوصول إلى ما يصبو إليه، مما دفع الحكماء إلى الإقرار بأن الإنسان مدني بطبعه أي اجتماعي (جماعي) بفطرته، وكما أقر ابن خلدون أن تعدد حاجيات الإنسان وكثرة أغراضه وتنوعها، يمنعه من السعي الفردي لذلك، وهو ملزم إذا أراد إشباعها بأن يتكامل مع الآخرين وتتظافر جهوده وأياهم، ليتوفر شرط رئيس في نجاح أعماله هو وأعمال غيره.ولما كان الطالب الجامعي كغيره من فئات المجتمع، له مطالب وأمال يجتهد في تحقيقها وتجسيدها، من الضروري أن تتساوق جهوده مع غيره من إخوانه وزملائه الطلبة، بغية الإفضاء إلى ما يريدونه، في شكل ممارسات ونشاطات وأعمال تعاونية تكاملية، تتخذ من مؤسسات العمل الجامعي التطوعي إطارا قانونيا وقاعديا يستندون إليه، في صهر طاقاتهم وقدراتهم في اتجاه واحد من العمل والبذل والكدح، خاصة بعد أن تنتظم تلك الجهود في مسارات واحدة أو متقاربة، مما يمكن الطالب من التفاعل مع زملائه، فترتفع قدرتهم الإنجازية وتتفعل أكثر ، فلا يقع التعارض ولا تذهب الجهود سدى، إن لم تنته أصلا وتتوقف، والإنسان شرعا مسؤول عن عمل يضيعه بسبب أنه لم يوفر له شروط تمامه (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: شبابه فيما أفناه، وعن عمره فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)، (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة جارية، وعلم ينتفع به)، وهنا يكون العمل الجمعوي من الميادين الهامة التي تتحقق فيها تلك المعاني الإيمانية الرسالية. لكن العمل الجمعوي، لكي يقود إلى ذلك المستوى من الفهم والالتزام، من اللازم أن تتأتى له جملة شروط وخصائص يمكننا نعتها بأخلاقيات العمل الجماعي. فما هي هذه الأخلاقيات؟ وكيف تنعكس إيجابا عند حضورها، وسلبا حال غيابها على مردود العمل الجمعوي وفاعليته؟ من أخلاقيات العمل الجمعوي (الجماعي) أ- الوعي والاقتناع: إن لم أكن مقتنعا، فإنني لا أستطيع أن أفكر بشكل سليم وصحيح، ولا يمكنني أن أحمل هم (مسؤولية) العمل ضمن فريق، وسأتحول إلى مصدر إعاقة وتشويش وتثبيط ربما، بحكم عدم إدراكي لما بفعله زملائي، لذا من المهم أن أعرف أين أنا؟ وماذا أريد؟ وكيف سأحققه؟ ب- التحرك الهدفي: فلا أكون عشوائيا فوضويا أتحرك كيفما اتفق وفي الوقت الذي يروق، وبذلك أعتبر نفسي رقما على الهامش يمكن أن يتحرك إلى الوسط في أي لحظة، وأن يتزحزح إلى الأطراف كذلك. فجهدي ينظمه الهدف، فأمتلئ كليتي؛ فهما ورغبة واندفاعا إلى تحقيق أهداف الذي أنتمي إليه، سواء كانت منظمة، أو هيئة، أو جمعية...والتحرك الهدفي يعني التخطيط، فالذي يمارس التخطيط يثبت قابليته لحمل وامتلاك الصفات الإنسانية المتميزة، والذي يخطط للمستقبل يثبت أيضاً جدارته وصلاحيته لنيل وسام الأصلح والأقدر على الاستمرار والبقاء. فالفرد الذي يقوم بعمليات وإجراءات منطقية لتحقيق أهداف مستقبلية أو مواجهة موضوع مستقبلي في أي مجال أو نطاق كان - الأسرة، المجتمع، الحركة، الدولة - يثبت بعمله هذا أولاً إنسانيته التي ميزته عن غيره، و ثانياً قدرته على التخطيط واختيار البدائل. ج- الاندماج الفاعل والاستقلال الوظيفي: بمعنى أن أعمل مع أعضاء الفريق بكل كياني، وأنخرط في سياق الهدف الذي تم تحديده سلفا وفق مشروع العمل في إطار الجمعية، وهنا وتتظافر الجهود ولا تتعارض، لكن لا يمنعني ذلك من محاولة أن أكون مستقلا في تفكيري، في غير فردانية ولا نرجسية الذات، وإنما ألا أكون غيري، لكن أفكر للمجموع، وأبدع للمجموع، في إطار المجموع، وأنا أنا... د- المشاورة والنقد البناء: قد أكون مبدعا، لكن الرأي الواحد مهما أبصر من الأمر جوانبه، يكون قاصرا مهلهلا، لذا معي الفريق كي أتعلم منه ويتعلم مني، فتنمو التجارب والرؤى وتتلاقح الأفكار، فننتج سوية أقوم طرق الأعمال وأكمل وجوه الأداء، وإن لم يرق لي أمر ولم أقتنع باقتراح، يحق لي أن أعارض، بمنح البديل وإن لم يقبل، وهنا أنا ملزم بأن أعمل في جماعية وأسهم في نجاح وتنفيذ مقترح المجموع، وإن خالف ما بادرت به، مقتنعا به مدافعا عنه... هـ - مأسسة الأعمال وتجاوز الفردانية: غاب فلان حضر فلان، العمل الجمعوي يستمر، لارتباطه بمهام، وليس بأشخاص، فقد تعلمنا من مالك بن نبي أن العمل التاريخي الرسالي هو ما يدور في فلك الأفكار والمشاريع، لا في مدار الأشخاص والوجوه..والعمل مستمر لأنه يجب أن يستمر، سواء كان المسؤول حاضرا أو غائبا، فالمقصود من الجهد وجه من لا يغيب (اتق الله حيثما كنت)...أما إن أضحى الأمر غاب فلان توقف العمل، فهذا ليس عملا جمعويا، وإنما هو عمل فلان ... و- التفاني والبذل والتضحية اللامشروطة: لتحقيق العمل الجمعوي والنجاح في تبليغ معانيه وإيحاءاته للآخرين، لا مناص من الجهد الدؤوب الطموح الذي لا ينقطع، والذي لا يخضع للمناسبات ومزاج الشخص، فالتاريخ تبنيه واجبات اللحظة والدقيقة والساعة واليوم، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون،) ومكانة أي عمل ووزنه، تتحدد بمقدار ما يتفانى أفراده في أداء واجباتهم دون تأخر، مثلما يؤدون واجباتهم الخاصة تماما أو أفضل... ز- التكيف الإيجابي في غير ذوبان: فلا ينبغي أن يظل العامل المنخرط في جمعية ما، جزيرة قاصية هناك في أعماق المحيط، أعماق هموم الذات، لأنه من أُعدم التجاوب مع الآخرين حُرم تعلم مسؤولية إعداد البيت والأسرة، وتولي مهام القيادة والتوجيه الاجتماعيين في يوم ما... والتكيف المشار إليه، لا يفيد التخلي عن ما يميزك وتأخذ ما يميز الآخرين،فهذا ضعف في الشخصية وليس تعلما أو أخذا فن القدوة... ح- أولوية العطاء والواجب على الحق والمطالبة: الأمة والمجتمع، تاريخيا، في وضعية يحتاجان إلى من يعطي بغير سؤال، لكن هذا يقتضي توفر مستوى نفسي وأخلاقي راق، حتى يرفع العامل إلى مرتبة العطاء الذي يشع على الآخرين، لكن المُعطي أيضا يستفيد في تربية ذاته، وجعلها رسالية تتفانى في سبيل الآخرين...إضافة إلى المكاسب المعنوية والعقلية للإنسان العالم.... ط- المبادرة الواعية في إطار الشورى والتحرك الخاص: ويختلف مستوى مبادرتك باختلاف الموقف او المشكلة وطبيعتها . والان ... أسأل نفسك عما اذا كنت بادرت في تعلم المهارة دون ان تنتظر التدريب , وهل قمت بأيجاد طريقة لتوفير المال قبل ان يتذكر احد من النفقات ؟ وهل حسنت اسلوب العمل قبل ان يشتكي أحد من الاسلوب القديم غير المجدي . إذا قلت : " نعم " فاعلم انك ممن يبادرون. ولكن .. , من الناس من يقوم بدفن أفكاره , وهؤلاء غالباً يفتقرون إلى الشجاعة ولا يدركون أن الركود في مهمتهم يحمل خطر الفشل على المدى البعيد . يقول أرسطو : نحن نصبح شجعاناً عندما نقوم بأشياء شجاعة . هل جربت أن تكون شجاعاً بشأن اتخاذ قرار بشأن مهمة جديدة قد تحتمل الربح أو الخسارة ؟ هل قيمت قرارك وعملت حساباتك لما تفكر به من خطوات ؟ لابد أن تعمل على تحويل خوفك إلى احتمالات محسوبة . نحن لا نحتاج في العمل إلى أغبياء يندفعون في المشاريع , والقرارات دون أن يفهموا كلفة الخطأ , بل نحتاج إلى أناس يقدرون المكافآت , والعواقب المتعلقة بقرار محدد بدقة . نعلم إن الإخفاقات المترتبة على قرارك تؤدي إلى النجاح في نهاية الأمر , لأن هذه الاخفاقات المرحلية بمثابة الأبحاث الجادة لديك . وبعد نستطيع أن نتأمل هذا القول ل ( Napdeonhill) - يلاقي أغلب الرجال الفشل بسبب افتقارهم إلى الإصرار على إيجاد خطط جديدة تأخذ مكان تلك التي تفشل . وأظنك أيضا تدرك قول ( Calvincooldge ) لا شئ في الدنيا يستطيع أن يأخذ مكان المثابرة , فلن تأخذ الموهبة مكان المثابرة , فما اكثر الرجال الموهوبين غير الناجحين , ولا العبقرية ولا التعليم يحلان محل المثابرة فالعالم يغص بالمتعلمين المشردين , أن المثابرة والإصرار وحدهما يمثلان القوة المسيطرة . وأخيراً تأمل معي ما يقوله الإمام علي : إذا هبت أمرا فقع فيه فأن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه . ي – الوفاء بالعهد والالتزام بالمواعيد: لنجاح الأعمال واستمراريتها، لابد من تواعد الفريق على العمل في مواعيد محددة وضمن شروط متفق عليها، والواحد من أعضاء الفريق ملزم أخلاقيا وشرعيا بالإيفاء بما وعد (إن العهد كان مسؤولا) (المسلمون عند شروطهم)
|
الأربعاء يناير 11, 2012 2:52 am من طرف ساري عبد
» اقوال و رسائل ..... دينيه جميله
الأربعاء يناير 11, 2012 2:30 am من طرف ساري عبد
» the best islamic sites
الجمعة يونيو 17, 2011 1:12 pm من طرف take5
» نعم..... و لا......
الثلاثاء يونيو 14, 2011 1:46 am من طرف علال زاير
» احييكم على الإستمرارية
الخميس مارس 03, 2011 12:51 am من طرف سالم بقادر
» على لسان زعيم عربي أنا السبب"
الأحد فبراير 13, 2011 1:44 am من طرف abourofaida
» lahbib habab salam alikom
الجمعة يناير 28, 2011 2:30 pm من طرف abourofaida
» وجه الاعجازفي مرج البحرين
الأربعاء يناير 26, 2011 8:53 pm من طرف hitem
» مرحبا بالرواحل الجدد
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 8:27 pm من طرف أميمة