السلام عليكم عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك بالتسجيل


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السلام عليكم عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك بالتسجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* سلسلة مواعظ للدعاة *

اذهب الى الأسفل

* سلسلة مواعظ للدعاة * Empty * سلسلة مواعظ للدعاة *

مُساهمة من طرف أحمد سالم الإثنين مارس 01, 2010 7:40 pm

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على الأنبياء و المرسلين 
وبعد :
مواصلة لسلسلة مواعظ للدعاة 
و بعدما توقفنا عند العمل الجماعي 
نقف اليوم عند قضية مهمة من قضايا الدعوة 
ألا و هي :

نظرية المرحلية في الدعوة 

عن الشيخ الراشد في كتابه المسار :

أما الأصل: فهو ترك القفز، وإلغاء العجلة، وان يناور، وأن يحيد عن الرمية، لا ينتصب هدفا، بل ان لا يتواجد فى عرضة يمكن ان يلتيه فيها سهم غرب، وقذفه طائشة.
... وجماع ذلك: أن تسير الدعوة فى مرحليه موزونة، إذ لا بد من تعادل تقدمها مع رصيدها من جانب، ومع الظرف المحيط من جانب آخر، كمن يدخل السوق فيشترى بمقدار نقوده، ويتحرى الرخص عند تماثل البضاعة.
... فلذلك هو خبر التدرج، فى صورته البسيطة البعيدة عن تعقيد الألفاظ.
... فالذاهب للسوق لا يتمنى الأمانى العريضة، وإنما هو اعرف بجيبه، يشترى بمقدار ما فيه، إلا أن يكون معه دفتر الشيكات، فيحيل البائع على البنوك دون مبالاة.
... ان قوة الجماعة، ورصيدها الواقعي، من انتاج فكرى ومواقف وتاريخ، كأنها النقود، إذ تتصرف الجماعة بمقدار حجمها الطبيعى ولا تخطو خطوة إلا بمقدار ما تجد من مقدرة على التنفيذ.
... والمشترى لا يتعنى لسوق بعيدة بضاعتها تجاوره فى سوق قريبة، وكذلك الجماعة، تسلك الطريق الأقصر، وهو يربأ أن يشترى قميصا سريع التمزق من قماش ردىء ويدفع ثمنا، اجزل لقميص أجود، وكذلك الجماعة،
لا تفرغ جهدها فى عمل سريع التبدد، بل تمد قدمها فى خطوة ثابتة واثقة قاطعة.

... ولكن هذه الأوصاف مثلما توجب الابتعاد عن التهور والاندفاع السريع فإنها ايضا من باب آخر توجب المبادرة لاغتنام الفرص، والتهيؤ للولوج من كل ثغرة متاحة، في الحين المناسب إذ قد يكون الباب المنفتح سريع الانغلاق.
... كالذي يلازم السوق يترصد الصفقات المواتية، فالصافق، المتاجر، يجلس الأيام والأسابيع ينتظر ولا يشترى ثم فجأة تعرض له صفقة بثمن بخس يدرك بحواسه وحدسه انه سيربح منها من بعد، فيسارع الى الشراء فلو لم يكن جالسا فى السوق مراقبا منافسيه: لما عرفها ولم لم تكن نقوده بجيبه: لسبقه غيره، فأنه كان يقظا، متحفزا ملئ الجيب: أتاه الربح ولو اكتفى منصتا في ركن خلفه من مقهى السوق الى قاص يقص عليه خبر نجاح التجار لألهته القصص، وخدرته الأحلام والأوهام.
... فلا يصح إذن أن تتبادر إلى ذهن الداعية معاني السكينة، والتؤدة، والتأني، كتفسيرات وحيدة للمرحلية، وأوصاف تقترن بها لأول وهلة عندما يسمع لفظها، وإنما يجب عليه ان يفهمها على إنها نداء لبناء القوة ولتصريف الطاقة وفق تقدير وحساب، فهي تقدم الى الإمام، نتيجة هذا البناء والتصريف الموزون، وهى انتباه واستباق.
... ومن هنا نفهم أم المرحلية ليست مجرد واعظ يمسك باللجام عند فرط الرغبة والأقدام، ونتصورها مثل شيخ مسن وقور جمع أولاده وأحفاده حوله يوصيهم بالسير الرفيق، ويضخم لهم موجات الحذر، بل المرحلية مثل
خطيب مصقع ايضا، يستجيش الحماس عن الغفلة ويحث عند طروء الرهبة.

... فيجب إذن أن نحل عقدة الخوف من المجهول المتمثلة فى عدم إقدام بعض الدعوات على التجربة فان ضمان النجاح غير ممكن وأنما هي احتمالات نجاح او فشل تكون موازناتنا بينها هى المشجعة او الناصحة بمكث.
... وبهذا الفهم نحفظ للمرحلية سمتها الإيجابي، من بعد ما غلب على تفسيرها جانبها السلبى.
... بل المرحلية معظمها إيجاب واختصار للطريق اذا كان هناك ثمة تخطيط دقيق لتحديد مكانة الدعوة وإمكاناتها وطاقاتها من الواقع المحيط بها، ولا يطول طريقها إلا حينما يكون هناك شكل من الإسراف او الخطأ
فى تقدير الواقع وما يتبع ذلك من تسمية الحاجات.

... ( وان الامر الصعب يسهله الأمل والعمل، وان اصعب الصعاب: اليأس، واكأد العقاب: التردد فى الامر والتمريض فيه.
... لا يعرف اليأس، ولا يعترف بالصعاب ولا يشك فى بلوغ الغاية، من أمل فعمل فصبر وان مع العسر يسرا، والله مع الصابرين)
... أن التقديرات يجب ألا تعتمد على التخمين المجرد، لأن الخطأ فيه ينعكس على التنفيذ بنفس النسبة، بل الاعتماد
يكون على أرقام صحيحة وإحصاء يقوم به المتواجدون فى كل قطاع.

... إن الأرقام وحدها تقدر أن تترجم نفسها إلى لغة تخطيط.
... والإحصاء مرة واحدة لا تتم به الدقة، بل لا بد من تكراره سنويا، لنستطيع رسم خط بياني نراه، إن كان نازلا
يفضح التأخر، أو أفقيا يوارى ضعفا وجمودا أو صاعدا يحدث بالنعمة. وبدون ذلك لا تأمن الارتجال.

... ولكن لا جدال فى أن الناظر إلى المرحلية يجد جوهرها كامنا في الانتظار عند نقص التأهب، والبعض يرى أن الأمر متجه له ان يجاهد الكفار والمنافقين فى غلظة عليهم، فيسأل: كيف يجوز السكوت عن منكر يراه
ويتحداه، وهو المؤمن العزيز؟

... من هنا وجب أن نفتش عن تبرير شرعى للمرحلية، وهو أمر ليس بالصعب على من له نظر فى وصايا الفقهاء ، فإن التبرير يكمن واضحا فى قاعدة تعارض المصالح والمفاسد: إن المصلحة اليسيرة إذا زاحمتها المصلحة العظيمة: أمكن تفويتها وتقديم العظيمة، واحتمال قليل المفسدة لدفع التى هى أكبر منها، كما ابقى النبى الاعز صلى الله عليه وسلم المنافق الاذل عبد الله بن ابى بن سلول حيا يكيد ويظاهر اليهود، ويؤذى، واحتمل مفسدته حذرا من وقوع مفسدة أكبر، ألا يجفل العرب عن الاسلام خوفا من القتل.
... ثم العقل يؤيد هذا المذهب، فقد قيل: أن المنبت-أى المسرع المجهد لنفسه فى السير-لا أرضا قطع ولا ظهرا ابقى، أى ظهر دابته الى اماتها بالتعب، فتركه وحيدا وسط الصحراء.
... إن احتمال المنكر مدة أيسر من مجازفة متهورة تفشل وتبقيه، وقاعدة الترجيح بين المصالح المتعارضة أثناء قيام الداعية بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، إنما هى قاعدة صحيحة شرعا ومنطقا، وعلى الداعية أن يوازن بين ضرر المنكر قبل إزالته، والضرر الذى قد ينشأ ويرافق إزالته: أيهما أكبر؟ وبين كمية المعروف الموجودة وكمية المعروف التى قد تفوت منها إذا أمرنا بمعروف أخر، أيهما أجزل؟.
... إن هذه القاعدة هى من أهم القواعد التى تكفل للدعاة حسن السياسة، وواقعية الخطوات وإذا غابت عن ذهن الدعاة فإن غيابها سيوقعهم فى إحدى سيئتين:
... إما التهور، وإما اليأس الذى يحول دون اغتنام الفرص.
... والتهور هو الأخطر.
... فالداعية يرى أمامه حزبا علمانيا، أو حكومة علمانية أو ما هو أدنى من ذلك من صور المنكر فينسى قاعدة الموازنة هذه، ويشدد على وجوب محق هذا المنكر توا، ويردد آيات وأحاديث النهى عن المنكر، دون
أن يسأل نفسه: هل لبى بهذا المنكر طاقة؟ وهل زواله يمهد لحلول ما هو أنكر منه؟

... أما إنعدام التفاؤل الذى يقع فيه الداعية اذا غابت عن ذهنه قاعدة الموازنة بين آثار الأمر بالمعروف هذه فيكمن
فى تصور غريب للمدى الذى يجب أن تبلغه جهودنا فى تكوين الفرد المسلم، والبيت المسلم، والمجتمع المسلم.

... لقد قال الإمام البنا رحمة الله بوجوب إيجادنا لهذه الثلاث، فيشاع تفسير ساذج لكلامه عند البعض يفهمون معه
أننا لا يجوز أن نحكم حتى ولو كانت لنا قدرة على ذلك ما لم نقلب كل المجتمع إلى مجتمع إسلامى.

... وليس ذلك بصواب أبدا، فإن مجتمع النبى صلى الله عليه وسلم ومجتمع الخلافة الراشدة لم يخلوا من المنافقين، وخطتنا تقوم على طلب الحكم عند المقدرة عليه، ثم نحاول تغير المنكر المتبقى فى المجتمع،
مستعملى لإزالته أموال الدولة وأجهزتها الإدارية والتربوية والصحف والإذاعة والتلفزيون،
ومعنا الهيبة والقوة، وليس من المنطق أن نلبث نزيله بجهودنا الفردية المجردة، ومخاطر
المحن مكلكلة علينا.



 
أحمد سالم
أحمد سالم
عضو فعال
عضو  فعال

عدد الرسائل : 71
نقاط : 75
تاريخ التسجيل : 02/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى