من هم الأشاعرة

من هم الأشاعرة؟
إن ما حملني على كتابة هذه السطور هم جماعة من أحداث السن رموا السواد الأعظم من المسلمين بما ليس فيهم. و لست بصدد الرد عليهم، إنما أردت أن أبين لهم: من هم الأشاعرة ؟ لأنهم روجوا بأن الأشاعرة فرقة ضالة و ليست من أهل السنة و الجماعة .
فالأشاعرة :
هم قوم ملئوا الأرض علما و قادوا الفتوحات الإسلامية قديما و حركات المقاومة ضد الاستعمار حديثا. زكى رسول الله – صلى الله عليه و سلم- إمامهم، و أميرهم، و جيشهم. و لنبدأ بأصل التسمية بالأشعرية نسبة إلى حفيد الصحابي أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- ألا و هو أبو الحسن الأشعري.
(أشعر) هي قبيلة من قبائل العرب في اليمن و هي من القبائل التي مدحها رسول الله – صلى الله عليه و سلم- حين قال: (الأزد و الأشاعرة، هم مني و أنا منهم، طيّبة أفواههم، لا يغلون، و لا يجبنون) و لقد آمن منهم طائفة و أرادوا أن يلحقوا برسول الله – صلى الله عليه و سلم- في المدينة فخرجوا من اليمن بحرا قاصدون المدينة إلا أن ثمة عاصفة أخذت بهم إلى الحبشة و كان أصحاب الهجرة الأولى مازالوا بها، فمكثوا بها إلى أن قدموا جميعا إلى المدينة تزامنا مع فتح خيبر. و روي في قدومهم أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم- قال لأصحابه: (يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا) فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما اقتربوا من المدينة كانوا ينشدون و يقولون:
غدا نلقى الأحبه محمدا و حزبه
و الإمام أبو الحسن الأشعري ( الذي ينسب له مذهب الأشاعرة) من ذرية الصحابي أبي موسى الأشعري. فهو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. ولد بالبصرة سنة 260هـ و تزوجت أمه – بعد وفاة والده- بأحد كبار المعتزلة و هو محمد بن عبد الوهاب الجبّائي المكنّى بأبي علي الجبّائي و نشأ على يده و كان معتزلا فهداه الله و اعتقد اعتقاد أهل السنة و الجماعة و أعلن توبته.
و كان لفتنة الاعتزال صدى قويا لاسيما أن المعتزلة قد أحاطوا بمراكز الحكم في البلاد آنذاك. فلما قضى الإمام أبو الحسن الأشعري على هذه الفتنة – جزاه الله عنا كل خير- هرع الناس بالتصريح علنا بأنهم ينتسبون إلى المنهج الذي تبناه الإمام و نصره فسموهم الأشاعرة ] كما ينتسب البعض إلى الفكر الذي تبناه جمال عبد الناصر و نصره فسمّاهم الناس بـ(الناصريّين)[ فالإمام أبي الحسن الأشعري لم يأت بجديد لكنه تبنى مذهب أهل السنة و الجماعة و نصره و ذلك واضح في كتابه ( الإبانة) حين قال فيه: ( و ديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله و سنة نبيه – صلى الله عليه و سلم- و ما روي عن الصحابة و التابعين و أئمة الحديث، و نحن بذلك معتصمون).
و كما أشرنا إلى أن الإمام أبو الحسن الأشعري من ذرية الصحابي أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- يطيب لنا أن نذكر تزكية الرسول – صلى الله عليه و سلم- لذرية أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- فقد روي أن النبي – صلى الله عليه و سلم- لما نزلت عليه الآية ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم الله و يحبونه) أشار بقضيبه الممشوق إلى ظهر أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه- و قال: ( هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن). و الإشارة إلى الظهر ترمز إلى الذرية لأن الذرية تكون في صلب الرجل.
و في هذا قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في كتابه ( الإشارة لمذهب أهل الحق) : ( و معلوم بأدلة العقول أنه لم يظهر أحد من أولاد أبي موسى الأشعري رد على جميع المبتدعة من المعتزلة و الرافضة و المشبهة و أبطل شبههم و ما عليه غير الإمام أبي الحسن الأشعري، فأنبأ النبي – صلى الله عليه و سلم- به في الغيب كما أنبأ عن الإمام الشافعي – رضي الله عنه- بقوله – صلى الله عليه و سلم- : ( لا تسبّوا قريشا فإن الله عز و جل يظهر فيهم رجلا يملأ الأرض علما) و روي فإن عالمها يملأ الأرض علما. و اتفق العلماء كلهم على أنه الإمام الشافعي – رضي الله عنه-، لأنه لم يكن في الأئمة قرشي غير الشافعي – رضي الله عنه- ).
و مما جاء في تزكية الرسول – صلى الله عليه و سلم- للأشاعرة.. قوله – صلى الله عليه و سلم- : ( لتفتحن القسطنطينية، و لنعم الأمير أميرها، و لنعم الجيش ذلك الجيش) و الأمير الذي فتح القسطنطينية هو محمد الفاتح و كان أشعري المعتقد، و كان الجيش الذي معه كلهم من أتباع الأئمة الأربعة و على طريقة أبي الحسن الأشعري و أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد.
لم أدخل في تفاصيل القضايا الخلافية لأنها ليست من تخصصنا بل هي من تخصص أهل العلم الشرعي. لكن هذه التزكيات التي جاءت من رسول الله – صلى الله عليه و سلم- تكفينا بأن نسد آذاننا عن كل جاهل متشدد يرمي غيره بالابتداع و الكفر.
يكفيك أخي المسلم أن جمهور علماء الأمة الإسلامية قديما و حديثا ينتسبون إلى هذا الإمام كالحافظ ابن حجر العسقلاني مؤلف كتاب فتح الباري - شرح صحيح البخاري- و الإمام النووي مؤلف شرح صحيح مسلم و الإمام الغزالي و الإمام الرازي و الإمام السيوطي و الإمام السبكي و الإمام الجويني و الإمام الباقلاني و الإمام اللقاني و الإمام الرملي و الإمام زكريا الأنصاري و الإمام الباجوري و الإمام عبد القاهر البغدادي و الإمام أبي إسحاق الشيرازي و الحافظ ابن عساكر و الإمام الزبيدي و الإمام الفشني و الإمام الشيخ محمد السفاريني و الإمام ابن حجر الهيتمي و الحافظ ابن رجب الحنبلي و الشيخ عبد القادر الجيلاني و الإمام ابن الجزري.
و يكفيك أخي المسلم أن قادة الجهاد في التاريخ الإسلامي هم الأشاعرة كمحرر الأقصى صلاح الدين الأيوبي و فاتح القسطنطينية محمد الفاتح و بطل الحروب الصليبية نور الدين محمود زنكي و القائد قطز و القائد بيبرس.
و يكفيك أخي المسلم أن قادة حركات المقاومة ضد الاستعمار هم الأشاعرة كالشيخ عمر المختار الذي قاوم الإيطاليين في ليبيا و الشيخ عز الدين القسام الذي قاوم الاحتلال الصهيوني في فلسطين و الشيخ عبد القادر الجزائري الذي قاوم الفرنسيين في الجزائر و الشيخ أحمد الفاروقي السرهندي الذي قاوم الإنجليز في الهند و الشيخ عثمان بن فودي مؤسس الدولة العثمانية في نيجيريا.
و يكفيك أخي المسلم أن اكثر الدعاة البارزون في العالم الآن هم الأشاعرة كالشيخ عبد الحميد كشك و الشيخ محمد متولي الشعراوي و الشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ حسن أيوب و الشيخ حسن طنون و الشيخ عبد الفتاح أبو غدة و الشيخ أحمد كفتارو و الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي و الشيخ السيد محمد علوي المالكي و الشيخ الحبيب علي زين العابدين الجفري و الإمام حسن البنا و سعيد حوّى و فتحي يكن.
و في الختام.. أنصحك أخي المسلم.. إياك إياك أن ترمي هؤلاء الأشاعرة بسوء، فهم السواد الأعظم في الأمة الإسلامية. و نختم بقول رسول الله – صلى الله عليه و سلم-: ( إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فعليكم بالسواد الأعظم).ابن ماجة و الترمذي و أبو داود

شكرا أخانا احمد على هدا الموضوع القيم وجازاك الله عنا كل خير وجعلنا واياك من الهدات المهتدين

أستاذنا الكريم نشكرك على الإلتفاتة الطيبة ..
فما سمعناه عن هذه الطائفة شئ لا يشرف..
مرة أخرى جزيت و كفيت

شكرا لك يا أستادنا على هذه الافاضة في الموضوع و اقول لهؤلاء الذين لم ترد الرد عليهم قوله تعالى :"و لا تقف ما ليس لك به علم ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا".

جزاك الله كل خير أسأل الله أن يطهر قلوبنا و ألسنتنا

جزاك الله عن كل خير استادنا الكريم والله نورتنا

مشكور اخي على هذا الموضوع القيم بوركت على هذا الشرح الكافي والوافي..جزاك الله عنا كل خير .

نور الله بصيرتك